top of page

كتاب الاخبار الطوال: فيروز

نص في عهد فيروز

ثم استعد وتأهب لغزو الترك، وأخرج معه الموبذ وسائر وزرائه، وحمل معه ابنته فيروزدخت، وحمل معه خزائن وأموالا كثيرة، وخلف على ملكه رجلا من عظماء وزرائه، يسمى شوخر، وتدعى مرتبته قارن، وسار حتى جاوز المنارة التي كان بهرام بناها حد أ بينه وبين الترك، واخربها، ووغل في أرضهم.


وملك الاتراك يومئذ اخشوان خاقان، فأرسل ملك الترك الى فيروز يعلمه انه قد تعدى، ويحذره عاقبة الظلم، فلم يحفل فيروز بذلك، فجعل خاقان يظهر كراهة للحرب، ويدافع إلى أن هيا خندقا، عمقه في الأرض عشرون ذراعا، وعرضه عشرة أذرع، وبعد ما بين طرفيه، ثم غماه بأعواد ضعاف، وألقى عليه قصبا، وأخفاه بالتراب، ثم خرج لمحاربة فيروز، فواقعه ساعة، ثم انهزم عنه.


وطلبه فيروز في جنوده، فسلك خاقان مسالك قد فهمها بين ظهري ذلك الخندق وجاء فيروز على عمياء فتورط هو وجنوده في ذلك الخندق ، وعطف عليه اخشوان وطراخنته، فقتلوهم بالحجارة، واحتوى اخشوان على معسكر فيروز وكل ما كان فيه من الأموال والحرم، وأخذ الموبذ أسيرا، وأخن فيروزدخت ابنة فيروز، ولحق الفل بشوخر، فأعلموه بمصاب فيروز وجنوده، فاستنهض شوخر الناس للطلب بثأر ملكهم، فخف له جميع الناس من الجنود واهل البلاد، فسار في جموع كثيرة حتى وغل في بلاد الترك؛ وهاب اخشوان ملك الترك الإقدام على شوخر لكثرة جموعه وعدته، فأرسل إليه يسأله الموادعة على ان يرد عليه الموبذ وفيروزدخت وكل أسير في يده، وجميع ما أخن من أموال فيروز وخزائنه وآلاته، فأجابه شوخر الى ذلك، وقبضه، وانصرف الى بلاده وأرضه.


فملك بعد فيروز ابنه بلاس بن فيروز، فملك أربع سنين، ثم مات، فجعل شوخر الملك من بعده لأخيه قباذ بن فيروز.


bottom of page